جاسم
1436 - 2014
حمد
1415 - 1995
ثاني
1416 - 1996
خليفة
حسن
ناصر
فهد
1405 - 1985
محمد
عبد الرحمن
1414 - 1993
عبد العزيز
علي
عبد الله
ثامر
منصور
أحمد
تميم
1436 - 2014
سلطان
فيصل
غانم
سعود
سلمان
فهد
مبارك
1431 - 2010
جبر
خالد
الشيخ جاسم بن ثاني بن قاسم بن محمد آل ثاني
تاريخ الميلاد
1335
1917
تاريخ الوفاة
1436
2014
تسعدنا مشاركتكم من خلال تزويدنا بأي معلومات إضافية حول هذه الشخصية
هو حفيد الشيخ جاسم بن محمد الذي ذاع صيته في جميع الآفاق، فكان شيخ الأمراء سنًا وجاهًا، جده لأبيه، والشيخ أحمد بن محمد آل ثاني أسد الأسود في شجاعته، جده لأمه، فهو حفيد الشقيقين جاسم وأحمد، ولد الشيخ جاسم بن ثاني بن جاسم بن محمد بن ثاني في حي ( رميلة الوكرة ) عام 1917م، فقد أدرك حرب الزبارة وكان عمره عشرين عامًا تقريبًا، تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وقرأ القرآن على مطوع من أهل نجد على عادة أبناء آل ثاني، فدرس عليه علوم التوحيد والفقه، وحين بلغ عمره تسع سنوات، انتقل مع أسرته للإقامة في الدوحة.
ويقول الشيخ جاسم: قرأت على يده القرآن الكريم إلى أن وصلت إلى سورة الأعراف، ثم أكملت بنفسي قراءة القرآن وتدارسه، فضلاً على ما تعلمته من مجلس والدي الذي كان أشبه بمجلس علم، يرتاده العديد من العلماء والفقهاء والشعراء وعموم المثقفين، الذين كانوا يجتمعون بشكل يومي في مجلس الوالد كما يفد إلينا علماء نجد بين حين وآخر.
وعاصر الشيخ جاسم بن ثاني نهضة قطر وتطورها خلال القرن العشرين، فشهد جل فترة حكم شيوخ قطر بدءًا من فترة حكم عمه الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، وفترة حكم ابن عمه الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، وفترة حكم الشيخ أحمد بن علي بن عبد الله آل ثاني وجمعتهما ذكريات طفولة، وكذلك فترة حكم الشيخ خليفة بن حمد بن عبد الله آل ثاني ويعاصر الآن فترة حكم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وقال فيه:
وحمد شيخ البلاد وتبعها * له رأي صلب من تميم الفوارسا
وآل ثاني وعضده وأهل قطر ربعهم * إذا جاء الأمر الشديد المعمسا
ويقوم سموه بزيارته في مجلسه بين فترة وأخرى، ليتبادل معه أطراف الحديث، ولحرص سموه على ما يحفظه الشيخ جاسم من ذخيرة من الحوادث التاريخية، فالشيخ جاسم بن ثاني من حفظة التاريخ ومحبيه، راويًا له، متحدثًا فيه كجزء من ثقافة جيل، وهو ممن يتمتعون بمكانة مرموقة بين أهله وعشيرته، فضلاً عن مكانته القيمة بين الباحثين والدارسين؛ الذين يأتون إليه من كل حدب وصوب؛ ليأخذوا عنه العلم في النسب والتاريخ، لذا فإن مجلسه لا يخلو من طالبي العلم الذين يعاودونه بانتظام، والشيخ لا يبخل عليهم من علمه، ويجد في مجالستهم له مؤانسة يحرص عليها، ويسأل عمن ينقطع منهم.
أما عن معرفته بأنساب العرب وأيامهم فلا يوجد من يباريه في قطر كما أنه من المعدودين في الخليج العربي في هذا المجال، فهو يمتلك ذاكرة حفظ حاضرة ومشهود له، يتحدث عن أيام الجاهلية وصدر الإسلام، وحوادث الأولين وكأنه يتحدث عن تاريخ معاصر واضح المعالم والتفاصيل.
وهو فضلاً عن ذلك قارئ محب للأدب، وشاعر محب للرجز، له شعر في النسب والعاطفة، كما أنه مطلع على أمهات كتب التراث، التي كثيرًا ما يشير إليها وكأنما ما كتبت إلا ليقرأها أمثاله حافظًا لعيون الشعر فهو كثير الاستشهاد بأبيات خالدة من الشعر العربي محتفيًا بشكل خاص بأشعار بني تميم الذين ينتمي إليهم ويعتزي بهم.
كما أنه يصيغ بعض الحوادث التاريخية في قصائد يطلق عليها ( نشيدة ) وهو حريص على أن يهدي أصفياءه منها نسخًا، بعد أن يأمر ( مطوع ) من أهل مصر لا يفارق مجلسه بقراءتها، ومعظم قصائده من الشعر النبطي الذي يقترب من الفصيح في كثير من الحالات، ويحتفي بالمكان والنسب والفخر والعاطفة، وللشيخ جاسم مكتبة عامرة بذخائر مكتبات البلدان العربية والأجنبية التي زارها، وكثيرًا ما يستنسخ عنها ليهدي مريديه أو ليهدي سائلاً عن غاية، ويضع بعض ما يستنسخه جاهزًا في سيارته، ليلبي به حاجة طالب، وتكون سعادته كبيرة عندما يجيب سائلاً، كما أنه لا يتحرج من أن يسأل عن حادثة أو مسألة أو نسب عند أهلها، فتراه وقد اجتمع عنده من كل عشيرة وقبيلة مرتاد، ويقربهم إليه، ويسأل عنهم إذا غابوا، ويتسم في الوقت نفسه بخفة ظل وألمعية، مما يجعلنا لا نمل من الاستماع إليه، والتردد عليه، لا سيما وأنه يمزج الرواية التاريخية أحيانًا بالنادرة المشوقة لكي يضفي مناخًا خاصًا على مجلسه، ويتمتع الشيخ جاسم فوق كل ذلك بحديث طلي وتواضع جم، وحضور مسيطر على المجلس، فهو حريص على أن يكون المتحدث الرئيسي الذي يدير دفة الحديث حسبما يريد، وتكون المداخلات بإذن منه، لأن ما يقال في مجلسه يعتبر على مسؤوليته، ومن ثم لا بد أن يكون على المستوى الذي يرضاه هو، وعندما يتردد المرء على مجلسه سرعان ما يشعر وكأنه يجلس في رحاب ومعية عالم متحدث لبق، يوزع اهتمامه على جميع الحاضرين، وينادي معظمهم باسم قبيلته التي ينتسب إليها، ويورد طرفًا من أخبارها وأيامها.
ويحبه المثقفون من أبناء قطر، والقادمون إليها، فقد كان مجلسه وعلى مدى أكثر من نصف قرن أحد مجالس العلم والأدب في قطر، ولقد أخبرنا بطرف من مساجلات رواده الذين كانوا يقصدونه من مختلف البلدان والمذاهب، فالشيخ جاسم هو الذي أحضر المؤرخ العراقي محمد بن شريف الشيباني وشجعه على التأليف، كما أحضر محمد الفاضلي الحويزي، كما يسُر الشيخ جاسم أن مجلسه كان يجمع المتناقضين من العلماء، وهو ما أوجد بطبيعة الحال اختلافًا في الفكر والاتجاهات.
ويتميز الشيخ جاسم بطريقة فريدة في السرد، يشعرك وهو يروي وكأنه يستحضر الحادثة إلى مخيلته عندما يغمض عينيه لبرهة متذكرًا تفاصيلها، وفي بعض الأحيان يقول: لا أعلم؟ أو يسكت عن القول فيما لا يكون متأكدًا منه، وفي كل الأحوال يكرر والله أعلم، وهو يردد بين الحين والآخر ما قاله زهير بن أبي سلمى:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمُ
وللشيخ جاسم اعتقاد كبير في الحلم والرؤيا، فكثيرًا ما يروي بعض أحلامه، ويحكيها بتفاصيلها وكأنها واقع قد عاشه، ويجتهد في تفسيرها وفي معظم الأحيان يرى مغزاها في الواقع الحاضر.
والشيخ جاسم كثير الترحال، فقد زار العديد من البلدان، وتربطه وشائج من الصداقة والنسب بالعديد من الوجهاء فيها، وله ذكريات كثيرة وشيقة حدثت له في تلك البلدان، فقد أتاحت له رحلات القنص الاختلاط بقبائل في كل من المملكة العربية السعودية، وعمان، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والعراق، ومصر، وسورية، ولبنان، والأردن، وغيرها، كما زار الهند للعلاج من ألم في ركبته، وهو في عمر الشباب، فضلاً على زياراته العديدة لأوروبا للسياحة والعلاج، ولقد تركت هذه الزيارات معاني عميقة في نفسه عن الإنسان والمكان، وأكسبته فراسة ظاهرة في التعامل مع الناس.
والشيخ جاسم هو الابن السابع في ترتيب أبناء الشيخ ثاني بن جاسم، فأخوته هم: محمد وفيصل وفهد وعبد الله وأحمد وسعود و ( جاسم ) وخالد وفيصل ( الثاني ) وعبد العزيز، وهو يحبهم، ودائمًا يتذكرهم ويترحم على من مات منهم؛ حتى تلمع عينيه بالدموع:
تذكرت إخواني وفي القلب زفرة * ولا بد للمحزون أن يتذكرا
المرجع: موقع الوالد الشيخ جاسم بن ثاني على الرابط:
http://www.jassimbinthani.com